Saturday, June 27, 2009

ليت شعري

رفعت رأسي ووضعت الكتاب جانبا ولم أرفعه منذ ذلك الحين، كان كتابا رثا استعرته من أحد الأصدقاء منقذا إياه من مستقبل واعد في تجميع الغبار - رياضة تتميز بها كتب العرب دون سواها من أخواتها - غير مدرك حينها أن الكتاب العربي كبطل مأساة إغريقية لا يسعه تلافي قدره. مرت سنين منذ تلك اللحظة، لا أذكر الأحداث أو حتى أسماء الشخصيات لكنني أذكر المشهد الذي توقفت عنده عن القراءة، كان سؤالا وجه إلى البطل حول سعيه المحتوم والواعي نحو التدمير الذاتي... لم أكمل قراءة الفقرة وأعدت الكتاب إلى صاحبه بعد عدة أيام.

أعلم أن الرواية ما كانت لتجيب عن هذا السؤال لكنني لم أكن سأتحمل رؤية عواقب تصرف البطل، لم أكن مستعدا لمواجهة هذا السؤال. لماذا أمشي صاغرا في سبيل أعلم عاقبته ولا أحاول أن أتغير؟ لماذا أخشى المواجهة رغم أنها لا تخيف؟ ألا أعلم أن غالبية مشاكلي اليوم سببها تجنبي اتخاذ أي قرار... هل ترددي هو سبيلي الخاص لتدمير الذات؟ أم انه مجرد شعار لإسباغ بعض الشاعرية على جبني؟

حرت في الجواب فهل طرح السؤال بداية الخلاص؟

Thursday, June 11, 2009

هل من جديد تحت نور الشمس؟

بمناسبة انقشاع غمامة غبار المعارك الانتخابية واحتداد التوتر الطائفي أنشر النص التالي. هذه التدوينة (بما فيها الجمل القليلة من تأليفي) ليس عليها حقوق ملكية فكرية إذ أن النص ملك عام وانا أتخلي عن حقوقي على جملي غير المفيدة:
لكم لبنانكم و لي لبناني
لكم لبنانكم و معضلاته ولي لبناني و جماله
لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض و المنازع و لي لبناني بما فيه من الأحلام و الأماني
لكم لبنانكم فاقنعوا به ولي لبناني وأنا لا أقنع بغير المجرد المطلق
لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام و أما لبناني فتلول بهية و جلال نحو ازرقاق السماء
لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي و أما لبناني ف أودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس و أغاني السواقي
لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب و رجل جاء من الجنوب أما لبناني فصلاة مجنحة
لبنانكم حكومة ذات رؤوس لا عداد لها أما لبناني فجبل رهيب و ديع جالس بين البحر والسهول جلوس شاعر بين الأبدية والأبدية
لبنانكم حيلة يستخدمها الثعلب عندما يلتقي الضبع والضبع حين يجتمع بالثعلب و أما لبناني فتذكارات تعيد على مسمعي أهازيج الفتيات في
الليالي المقمرة و أغاني الصبايا بين البيادر و المعاصر
لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين و قائد جيش أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة
السائرة على الدواليب
لبنانكم رجلان: رجل يؤدي المكوس ورجل يقبضها، أمّا لبناني فرجل فرد متكئ على ساعده في ظلال الأرز وهو منصرف عن كلّ شيء سوى نور الله ونور الشمس
(...)
لبنانكم وفود ولجان، أما لبناني فمجالس حول المواقد في ليال تغمرها هيبة العواصف ويجلّلها طهر الثلوج
لبنانكم طوائف و أحزاب أما لبناني فصبية يتسلقون الضخور و يركضون مع الجداول ويقذفون الأكر في الساحات
(...)
لبنانكم كذب يحتجب وراء نقاب من الذكاء المستعار ورياء يختبئ في رداء التقليد و التصنع أما لبناني فحقيقة بسيطة عارية
إذا نظرت في حوض الماء ما رأت إلا وجهها
جبران - البدائع والطرائف

آه ما أشبه اليوم بالأمس، أتمنى لشعب لبنان العظيم أن يبني ذات يوم دولة حقيقية يكون لها انتماؤه وليبتعد عن "دولة الطوائف" هذه... فلعبة المحاصصة يخسر فيها الشعب كله ولا يربح منها سوى بعض الطبقات والأسر الإقطاعية التي تتوارث المناصب.

Saturday, June 6, 2009

في الشارع

هذا فيديو تم تصويره في القدس عشية خطاب أوباما في القاهرة.. غالبية الأشخاص هم يهود أمريكان إما قاموا بالهجرة إلى إسرائيل أو يقيمون هنا لسنة من خلال برامج تنظمها بعض المؤسسات الصهيونية لزيادة الصلة بين يهود الشتات وإسرائيل. الفيديو لا يحتاج إلى تعليق. تحذير يحوي الفيديو بعض الألفاظ النابية.




Thursday, June 4, 2009

خطاب أبو حسين

بعد أسابيع من الترقب والتحليلات في وسائل الإعلام شرفنا باراك هوسين أوباما بحضوره إلى جامعة القاهرة وإلقائه خطابا يخاطب به العالم المسلم بالأساس (وليس العالمين العربي والإسلامي). إليكم فيديو الخطاب (خصصوا 55 دقيقة من وقتكم لمشاهدة خطاب تتخلله هتافات تزيد عن الهتافات في خطابات عبد الناصر):




ولمن يرغب بالنص الكامل فإليكم النص الإنجليزي (الأصلي ) وأيضا للترجمة الرسمية المعدة مسبقا كما نشرتها وكالة الأنباء رويترز. الترجمة العربية لا تخلو من عيوب إذ أنها "تحرف" بعض التعابير هنا وهناك ليظهر بلغة عربية بليغة لكنها بعملها هذا تخرج عن كونها ترجمة لإنشاء أوباما (أو كاتب/كتاب خطابه) وتصبح إنشاءا جديدا للمترجم.. مثلا ترجمة too often بتعبير "بدون حق" الذي يفيد المعنى تقريبا لكنه ليس نفس المعنى تماما فالنص العربي يدين الأمر بشدة بينما يمكن فهم النص الإنجليزي أنه لو تم تنفيذ الأمر بوتيرة أقل لكان الأمر على ما يرام (أي بدلا من الإدانة المبدئية هنالك اعتقاد بأن الولايات المتحدة "زوّدتها" فالمشكلة مشكلة كمية وليست مبدئية)

إن أوباما (المسلم لكنه يخفي إسلامه تقية دون شك) والذي له أخوال في بير المكسور (لم ينكر متحدث البيت الأبيض هذا الادعاء، فلا بد من نار أصدرت هذا الدخان) يتكلم بلهجة جديدة وبلغة بليغة (على الأقل مقارنة ببوش) ونظرته التاريخية بالتأكيد أفضل من نظرة بوش الكاوبويوية لكننا لو أصغينا إلى كلامه لوجدنا أن الفروقات بين الإثنين أقل مما نظن.. . لم يدن أوباما العنف الإسرائيلي واكتفى باعترافه بمعاناة الفلسطينيين (مع إدانة عابرة للاحتلال) فإذن لا إدانة للحرب على غزة حتى ولو بشكل غير مباشر وبالمقابل أكد على العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أنه طالب بإيقاف الاستيطان بلغة صريحة لكنه طالب الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل والحديث بصراحة عما "يقولونه خلف الأبواب المغلقة" عن رأيهم بإسرائيل... أي أنه يريد أن تتصرف الأنظمة العربية مع إسرائيل كما ترغب دون أن تبدي أي اعتبار لرأي شعوبها المعارض. لاحظوا أنه يطالب إسرائيل بالتوقف عن الاستيطان (عمل سلبي) بينما يطالب العرب بالهرولة نحو إسرائيل. يدين العنف المتطرف دون أن يأت بذكر العنف الإسرائيلي (كما تفعل المؤسسات الغربية "المستقلة" التي نتهمها بعد ذلك بالمساواة بين الضحية والجلاد أوباما لم يقم حتى بهذه).

بالنسبة للعراق وأفغانستان فهو يتعامل مع احتلال أفغانستان كأنه أمر مقبول على جميع سكان العالم متناسيا المظاهرات في الدول العربية والمسلمة التي نددت بهذه الحرب - وقد سمعنا هذا الادعاء كثيرا في السنة الأخيرة - ويعلن أن الولايات المتحدة لا ترغب بإبقاء قاعدة عسكرية في أفغانستان فهي ليست إمبراطورية بل قد ظهرت نتيجة صراعها مع إمبراطورية (البريطانية) يا للكلام المعسول... هل يقصد أنه سيأمر بانسحاب الجيش من مختلف قواعده في جزيرة العرب... طبعا لا...

لن أطيل حديثي وأحلل الخطاب من جميع جوانبه لسبب بسيط لا يهم ما قال أوباما فقد يغير كلامه غدا أو بعد غد وحتى لو لم يفعل ذلك فالامتحان الحقيقي هو بالتنفيذ... وبصراحة لا أرى حلا في الأفق.

ملاحظة أخيرة: رغم انتقادي للترجمة العربية الرسمية فأثناء البحث عن نص الترجمة وجدت في ويكي مصدر محاولة (غير مكتملة) لترجمة الخطاب... لا أعلم أهو غباؤهم أو جهلهم بوجود ترجمة رسمية أم موقف مبدئي من الترجمة... سوف أفحص الترجمة عند انتهائها (إذ تبدو لي أكثر التصاقا بمبدأ نقل إنشاء الخطاب الأصلي كما هو).