بعد أسابيع من الترقب والتحليلات في وسائل الإعلام شرفنا باراك هوسين أوباما بحضوره إلى جامعة القاهرة وإلقائه خطابا يخاطب به العالم المسلم بالأساس (وليس العالمين العربي والإسلامي). إليكم فيديو الخطاب (خصصوا 55 دقيقة من وقتكم لمشاهدة خطاب تتخلله هتافات تزيد عن الهتافات في خطابات عبد الناصر):
ولمن يرغب بالنص الكامل فإليكم النص الإنجليزي (الأصلي ) وأيضا للترجمة الرسمية المعدة مسبقا كما نشرتها وكالة الأنباء رويترز. الترجمة العربية لا تخلو من عيوب إذ أنها "تحرف" بعض التعابير هنا وهناك ليظهر بلغة عربية بليغة لكنها بعملها هذا تخرج عن كونها ترجمة لإنشاء أوباما (أو كاتب/كتاب خطابه) وتصبح إنشاءا جديدا للمترجم.. مثلا ترجمة too often بتعبير "بدون حق" الذي يفيد المعنى تقريبا لكنه ليس نفس المعنى تماما فالنص العربي يدين الأمر بشدة بينما يمكن فهم النص الإنجليزي أنه لو تم تنفيذ الأمر بوتيرة أقل لكان الأمر على ما يرام (أي بدلا من الإدانة المبدئية هنالك اعتقاد بأن الولايات المتحدة "زوّدتها" فالمشكلة مشكلة كمية وليست مبدئية)
إن أوباما (المسلم لكنه يخفي إسلامه تقية دون شك) والذي له أخوال في بير المكسور (لم ينكر متحدث البيت الأبيض هذا الادعاء، فلا بد من نار أصدرت هذا الدخان) يتكلم بلهجة جديدة وبلغة بليغة (على الأقل مقارنة ببوش) ونظرته التاريخية بالتأكيد أفضل من نظرة بوش الكاوبويوية لكننا لو أصغينا إلى كلامه لوجدنا أن الفروقات بين الإثنين أقل مما نظن.. . لم يدن أوباما العنف الإسرائيلي واكتفى باعترافه بمعاناة الفلسطينيين (مع إدانة عابرة للاحتلال) فإذن لا إدانة للحرب على غزة حتى ولو بشكل غير مباشر وبالمقابل أكد على العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أنه طالب بإيقاف الاستيطان بلغة صريحة لكنه طالب الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل والحديث بصراحة عما "يقولونه خلف الأبواب المغلقة" عن رأيهم بإسرائيل... أي أنه يريد أن تتصرف الأنظمة العربية مع إسرائيل كما ترغب دون أن تبدي أي اعتبار لرأي شعوبها المعارض. لاحظوا أنه يطالب إسرائيل بالتوقف عن الاستيطان (عمل سلبي) بينما يطالب العرب بالهرولة نحو إسرائيل. يدين العنف المتطرف دون أن يأت بذكر العنف الإسرائيلي (كما تفعل المؤسسات الغربية "المستقلة" التي نتهمها بعد ذلك بالمساواة بين الضحية والجلاد أوباما لم يقم حتى بهذه).
بالنسبة للعراق وأفغانستان فهو يتعامل مع احتلال أفغانستان كأنه أمر مقبول على جميع سكان العالم متناسيا المظاهرات في الدول العربية والمسلمة التي نددت بهذه الحرب - وقد سمعنا هذا الادعاء كثيرا في السنة الأخيرة - ويعلن أن الولايات المتحدة لا ترغب بإبقاء قاعدة عسكرية في أفغانستان فهي ليست إمبراطورية بل قد ظهرت نتيجة صراعها مع إمبراطورية (البريطانية) يا للكلام المعسول... هل يقصد أنه سيأمر بانسحاب الجيش من مختلف قواعده في جزيرة العرب... طبعا لا...
لن أطيل حديثي وأحلل الخطاب من جميع جوانبه لسبب بسيط لا يهم ما قال أوباما فقد يغير كلامه غدا أو بعد غد وحتى لو لم يفعل ذلك فالامتحان الحقيقي هو بالتنفيذ... وبصراحة لا أرى حلا في الأفق.
ملاحظة أخيرة: رغم انتقادي للترجمة العربية الرسمية فأثناء البحث عن نص الترجمة وجدت في ويكي مصدر محاولة (غير مكتملة) لترجمة الخطاب... لا أعلم أهو غباؤهم أو جهلهم بوجود ترجمة رسمية أم موقف مبدئي من الترجمة... سوف أفحص الترجمة عند انتهائها (إذ تبدو لي أكثر التصاقا بمبدأ نقل إنشاء الخطاب الأصلي كما هو).
ولمن يرغب بالنص الكامل فإليكم النص الإنجليزي (الأصلي ) وأيضا للترجمة الرسمية المعدة مسبقا كما نشرتها وكالة الأنباء رويترز. الترجمة العربية لا تخلو من عيوب إذ أنها "تحرف" بعض التعابير هنا وهناك ليظهر بلغة عربية بليغة لكنها بعملها هذا تخرج عن كونها ترجمة لإنشاء أوباما (أو كاتب/كتاب خطابه) وتصبح إنشاءا جديدا للمترجم.. مثلا ترجمة too often بتعبير "بدون حق" الذي يفيد المعنى تقريبا لكنه ليس نفس المعنى تماما فالنص العربي يدين الأمر بشدة بينما يمكن فهم النص الإنجليزي أنه لو تم تنفيذ الأمر بوتيرة أقل لكان الأمر على ما يرام (أي بدلا من الإدانة المبدئية هنالك اعتقاد بأن الولايات المتحدة "زوّدتها" فالمشكلة مشكلة كمية وليست مبدئية)
إن أوباما (المسلم لكنه يخفي إسلامه تقية دون شك) والذي له أخوال في بير المكسور (لم ينكر متحدث البيت الأبيض هذا الادعاء، فلا بد من نار أصدرت هذا الدخان) يتكلم بلهجة جديدة وبلغة بليغة (على الأقل مقارنة ببوش) ونظرته التاريخية بالتأكيد أفضل من نظرة بوش الكاوبويوية لكننا لو أصغينا إلى كلامه لوجدنا أن الفروقات بين الإثنين أقل مما نظن.. . لم يدن أوباما العنف الإسرائيلي واكتفى باعترافه بمعاناة الفلسطينيين (مع إدانة عابرة للاحتلال) فإذن لا إدانة للحرب على غزة حتى ولو بشكل غير مباشر وبالمقابل أكد على العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أنه طالب بإيقاف الاستيطان بلغة صريحة لكنه طالب الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل والحديث بصراحة عما "يقولونه خلف الأبواب المغلقة" عن رأيهم بإسرائيل... أي أنه يريد أن تتصرف الأنظمة العربية مع إسرائيل كما ترغب دون أن تبدي أي اعتبار لرأي شعوبها المعارض. لاحظوا أنه يطالب إسرائيل بالتوقف عن الاستيطان (عمل سلبي) بينما يطالب العرب بالهرولة نحو إسرائيل. يدين العنف المتطرف دون أن يأت بذكر العنف الإسرائيلي (كما تفعل المؤسسات الغربية "المستقلة" التي نتهمها بعد ذلك بالمساواة بين الضحية والجلاد أوباما لم يقم حتى بهذه).
بالنسبة للعراق وأفغانستان فهو يتعامل مع احتلال أفغانستان كأنه أمر مقبول على جميع سكان العالم متناسيا المظاهرات في الدول العربية والمسلمة التي نددت بهذه الحرب - وقد سمعنا هذا الادعاء كثيرا في السنة الأخيرة - ويعلن أن الولايات المتحدة لا ترغب بإبقاء قاعدة عسكرية في أفغانستان فهي ليست إمبراطورية بل قد ظهرت نتيجة صراعها مع إمبراطورية (البريطانية) يا للكلام المعسول... هل يقصد أنه سيأمر بانسحاب الجيش من مختلف قواعده في جزيرة العرب... طبعا لا...
لن أطيل حديثي وأحلل الخطاب من جميع جوانبه لسبب بسيط لا يهم ما قال أوباما فقد يغير كلامه غدا أو بعد غد وحتى لو لم يفعل ذلك فالامتحان الحقيقي هو بالتنفيذ... وبصراحة لا أرى حلا في الأفق.
ملاحظة أخيرة: رغم انتقادي للترجمة العربية الرسمية فأثناء البحث عن نص الترجمة وجدت في ويكي مصدر محاولة (غير مكتملة) لترجمة الخطاب... لا أعلم أهو غباؤهم أو جهلهم بوجود ترجمة رسمية أم موقف مبدئي من الترجمة... سوف أفحص الترجمة عند انتهائها (إذ تبدو لي أكثر التصاقا بمبدأ نقل إنشاء الخطاب الأصلي كما هو).
No comments:
Post a Comment