بمناسبة انقشاع غمامة غبار المعارك الانتخابية واحتداد التوتر الطائفي أنشر النص التالي. هذه التدوينة (بما فيها الجمل القليلة من تأليفي) ليس عليها حقوق ملكية فكرية إذ أن النص ملك عام وانا أتخلي عن حقوقي على جملي غير المفيدة:
آه ما أشبه اليوم بالأمس، أتمنى لشعب لبنان العظيم أن يبني ذات يوم دولة حقيقية يكون لها انتماؤه وليبتعد عن "دولة الطوائف" هذه... فلعبة المحاصصة يخسر فيها الشعب كله ولا يربح منها سوى بعض الطبقات والأسر الإقطاعية التي تتوارث المناصب.
لكم لبنانكم و لي لبنانيجبران - البدائع والطرائف
لكم لبنانكم و معضلاته ولي لبناني و جماله
لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض و المنازع و لي لبناني بما فيه من الأحلام و الأماني
لكم لبنانكم فاقنعوا به ولي لبناني وأنا لا أقنع بغير المجرد المطلق
لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام و أما لبناني فتلول بهية و جلال نحو ازرقاق السماء
لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي و أما لبناني ف أودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس و أغاني السواقي
لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب و رجل جاء من الجنوب أما لبناني فصلاة مجنحة
لبنانكم حكومة ذات رؤوس لا عداد لها أما لبناني فجبل رهيب و ديع جالس بين البحر والسهول جلوس شاعر بين الأبدية والأبدية
لبنانكم حيلة يستخدمها الثعلب عندما يلتقي الضبع والضبع حين يجتمع بالثعلب و أما لبناني فتذكارات تعيد على مسمعي أهازيج الفتيات في
الليالي المقمرة و أغاني الصبايا بين البيادر و المعاصر
لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين و قائد جيش أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة
السائرة على الدواليب
لبنانكم رجلان: رجل يؤدي المكوس ورجل يقبضها، أمّا لبناني فرجل فرد متكئ على ساعده في ظلال الأرز وهو منصرف عن كلّ شيء سوى نور الله ونور الشمس
(...)
لبنانكم وفود ولجان، أما لبناني فمجالس حول المواقد في ليال تغمرها هيبة العواصف ويجلّلها طهر الثلوج
لبنانكم طوائف و أحزاب أما لبناني فصبية يتسلقون الضخور و يركضون مع الجداول ويقذفون الأكر في الساحات
(...)
لبنانكم كذب يحتجب وراء نقاب من الذكاء المستعار ورياء يختبئ في رداء التقليد و التصنع أما لبناني فحقيقة بسيطة عارية
إذا نظرت في حوض الماء ما رأت إلا وجهها
آه ما أشبه اليوم بالأمس، أتمنى لشعب لبنان العظيم أن يبني ذات يوم دولة حقيقية يكون لها انتماؤه وليبتعد عن "دولة الطوائف" هذه... فلعبة المحاصصة يخسر فيها الشعب كله ولا يربح منها سوى بعض الطبقات والأسر الإقطاعية التي تتوارث المناصب.
No comments:
Post a Comment